العمل المستمر والدؤوب على توسيع وعصرنة شبكة الوكالات المحلية، التي باتت تضم اليوم 22 وكالة محلية للتشغيل، تغطي كافة عواصم الولايات وبعض المقاطعات، وقد تم رفد جميع هذه الوكالات بالكادر البشري المكون والمدرب كما تم توفير كافة التجهيزات المكتبية والمعلوماتية الضرورية لعملها، وهو ما يمكنها اليوم من أداء مهامها على الوجه الأكمل.
ولأن النهوض بالتشغيل لا يمكن أن يأتي إلا من خلال نظام معلومات قادر على رصد سوق العمل وضبط كافة المعطيات المتعلقة به، وحصر المعلومات الخاصة بالجمهور المستهدف وتعبئة جميع الشركاء، فقد ركزنا على تطوير نظام المعلومات المندمج دليل، الذي بات يستجيب لكافة المعايير والشروط، كما تم نشره على مستوى جميع الوكالات المحلية، لتشهد رقمنة خدمات الوكالة قفزة نوعية، حيث أصبح هذا النظام، يضطلع بمهام: تسجيل الباحثين عن العمل، تسجيل المؤسسات الشريكة، الانتقاء الأولي للمستفيدين من البرامج، الاكتتاب لصالح المؤسسات، تسيير محافظ مستشاري التشغيل، تسيير الاتفاقيات المبرمة مع الشركاء، متابعة حملة المشاريع المستفيدين من تمويلات الصندوق الوطني للتشغيل، تنفيذ برامج قطاع التشغيل والشركاء ...الخ.
لقد شكل نظام المعلومات وشبكة الوكالات المحلية، بنية تحتية صلبة مكنتنا من الشروع في إطلاق برامج الوكالات على امتداد التراب الوطني حيث استفاد الباحثون عن العمل في جميع الولايات من برامج للتدريب والتوظيف والتشغيل الذاتي وتنمية الكفاءات وهو ما مكن في المحصلة من مساهمة الوكالة في خلق أكثر من 10000 فرصة عمل خلال المرحلة الماضية.
صحيح أن الطريق لم يكن خاليا من الصعوبات والتحديات، لكن بفضل من الله وبتضافر جهودكم جميعا تمكنا معا من رفع كل العقبات وتحقيق تلك النتائج المعتبرة والمساهمة القوية في إنجاز برنامج صاحب الفخامة، وهو ما جعلنا ننال باستحقاق تهنئة مجلس إدارة المؤسسة الذي يضم كفاءات عالية برئاسة العميد محمد عالى دياهي وثقة شركائنا الوطنيين والدوليين ومكننا من بناء جسور جديدة مع جمهور الوكالة، ضمن علاقة قوامها الشفافية والمساواة في الفرص بين الجميع.
واليوم، كلي ثقة واطمئنان، بأن هذه الوتيرة في إنجاز البرامج وتحقيق النتائج المرجوة، ستتواصل وتتعزز خلال الفترة القادمة، تحت إشراف المدير العام الجديد للوكالة، أخي عبد الفتاح حبيب، الذي كان خير عون لي خلال كل هذا المسار، حيث ساهم بشكل فعال في كل المراحل المتعلقة بتصور وإعداد وإنجاز الأنشطة الآنفة الذكر، فله مني كل الشكر والتقدير وأتمنى له التوفيق والنجاح الباهر في مهامه.
أخواتي العزيزات، إخوتي الأعزاء، إن النهوض بالتشغيل هو تحد مستمر وعمل يومي دؤوب يحتاج الكثير من التفاني والإخلاص في العمل، ولقد خبرت فيكم كل تلك الشمائل، كما خبرت فيكم من الصبر والمثابرة ما يجعلني مطمئنا بأنكم ستواصلون هذا الطريق بنجاح منقطع النظير وسترفعون كل التحديات التي ستعترضكم، سبيلا إلى تمكين كل باحث عن العمل من هذا الشعب العظيم، في كل نقطة من هذا الوطن العزيز، من الحصول على الفرصة الاقتصادية المناسبة، التي تمكنه من المساهمة في بناء بلده والعيش فيه بكرامة، وطن لا يترك أيا من أبنائه على قارعة الطريق.
بارك الله فيكم ووفقنا وإياكم لما فيه خير البلاد والعباد
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
نواكشوط، الثلاثاء 09 يناير 2024
محمد أجيه سيداتي محمد المحفوظ